بسم الله الرحمن الرحيم
الخصائص العامة لدعوة الإخوان المسلمين
أولاً : الربانية
يقول الإمام : [ أما إنها ربانية فلأن الأساس الذي تدور عليه أهدافنا جميعاً أن يتعرف الناس إلى ربهم وأن يستمدوا من فيض هذه الصلة روحانية كريمة تسمو بأنفسهم عن جمود المادة الصماء وجحودها إلى طهر الإنسانية الفاضلة وجمالها ونحن الإخوان المسلمون نهتف من كل قلوبنا ( الله غايتنا ) فأول أهداف هذه الدعوة أن يتذكر الناس من جديد هذه الصلة التي تربطهم بالله تبارك وتعالى ](1)
ثانياً : العالمية
يقول الإمام : [ وأما أنها عالمية فلأنها موجهة إلى الناس كافة لأن الناس في حكمها أخوة : أصلهم واحد وأبوهم واحد ونسبهم واحد… فنحن لا نؤمن بالعنصرية الجنسية ولا نشجع عصبية الأجناس والألوان ولكننا ندعو إلى الاخوة العادلة بين بني الإنسان ](2)
ثالثاً : علمية
يقول الإمام : وكما تحتاج الأمم إلى القوة كذلك تحتاج إلى العلم الذي يؤازر هذه القوة ويوجهها أفضل توجيه ويمدها بما تحتاج إليه من مخترعات ومكتشفات، والإسلام لا يأبى العلم بل يجعله فريضة من فرائضه كالقوة ويناصره وحسبك أن أول آية نزلت من كتاب الله ( اقرأ… ) ولم يفرق القرآن بين علم الدنيا وعلم الدين بل أوصى بهما جميعاً وجمع علوم الكون في آية واحدة عليها وجعل العلم بها سبيل خشيته وطريق معرفته. (3)
رابعا : الشمول
يقول الإمام : [ كان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام عند الإخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وتمثلت فيها كل عناصر غيرها من الفكر الإصلاحية وأصبح كل مصلح غيور يجد فيها أمنيته والتقت عندها آمال محبي الإصلاح الذين عرفوها وفهموا مراميها وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك أن الإخوان المسلمين دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.](4)
خامساً : التجرد
يقول الإمام : فهي دعوة لا تقبل الشركة إذ أن طبيعتها الوحدة فمن استعد لذلك فقد عاش بها وعاشت به ومن ضعف عن هذا العبء فسيحرم ثواب المجاهدين ويكون مع المخلفين ويقعد مع القاعدين ويستبدل الله لدعوته به قوماً آخرين. (5)
سادساً : الاعتدال والإنصاف
يقول الإمام :[ هذا الإسلام الذي بني على المزاج المعتدل والإنصاف البالغ لا يمكن أن يكون أتباعه سبباً في تمزيق وحدة متصلة بل بالعكس انه أكسب هذه الوحدة صيغة القداسة الدينية بعد أن كانت تستمد قوتها من نص مدني فقط.](6)
ثامنا : البعد عن مواطن الخلاف .
تاسعا :البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء .
عاشرا : البعد عن الاحزاب والهيئات .
حادي عشر : العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات .
ثاني عشر : إيثار الناحية العملية الانتاجية على الدعاية والاعلانات .
ثالث عشر : شدة الاقبال من الشباب .
رابع عشر : سرعة الانتشار في القرى والبلاد .
الأهداف والغايات
بمتابعة أقوال الإمام الشهيد رحمه الله نستطيع أن نقول أن الغاية العليا وهي رضى الله عز وجل في تصور الإمام الشهيد لا تتحقق إلا بالعمل الجاد لإقامة الدعوة ونصرة الشريعة وفي ذلك يقول الإمام الشهيد في هذا الخصوص ::
{هكذا أراد الله أن نرث هذه التركة المثقلة بالتبعات ، وأن يشرق نور دعوتكم في ثنايا هذه الظلام وأن يهيئكم الله لإعلاء كلمته وإظهار شريعته } ويقول: ورجاؤنا رضوان الله وهو نعم المولى ونعم النصير ](7)
وسنقسم الأهداف إلى غايات تشكل الموجه الإستراتيجي الذي يُفهم من خلاله التحرك العام للمشروع على الأرض ، وأهداف بالمعنى الواسع للأهداف تشكل سقفا آخر للحركة أكثر تحديدا ثم سلم تبسيطي يتناول الترتيب المنطقي لمجالات الأهداف التي يتحرك فيها المشروع عموما مرتبة تصاعديا ، وأحب أن أشير إلى أن الغوص العميق في مسألة الأهداف وترتيبها ضرورة ملحة لأنّ أيّ غموض في هذه الأهداف وجدلية العلاقة بينها لا بدّ أن يؤثر على التخطيط ، وبالتالي احتمال إهدار الجهود من غير طائل ، أو مردود مكافئ ، بل ويعني فقدان الحماس للمشروع بسبب من غموض الاتجاه وبالتالي فقدان مبرر الحركة والنشاط .
الغايــــــات :
يقول الإمام الشهيد: ويعمل الإخوان المسلمون لغايتين : غاية قريبة يبدوا هدفها وتظهر ثمرتها لأول يوم ينظم فيه الفرد إلى الجماعة ، أو تظهر الجماعة الإخوانية فيه في ميدان العمل العام . وغاية بعيدة لا بدّ فيها من ترقب الفرص وانتظار الزمن وحسن الإعداد وسبق التكوين. (8)
فأما الغاية الأولى فهي المساهمة في الخير العام أيّ كان لونه ونوعه ، والخدمة الاجتماعية كلما سمحت بها الظروف.
يتصل الأخ بالإخوان ، فيكون مطالبا بتطهير نفسه وتقويم مسلكه وإعداد روحه وعقله وجسمه للجهاد الطويل الذي ينتظره في مستقبل الأيام ، ثم هو مطالب أن يشيع هذه الروح في أسرته وأصدقائه وبيئته ، فلا يكون الأخ مسلما حقا حتى يطبق على نفسه أحكام الإسلام وأخلاق الإسلام ،ويقف عند حدود الأمر والنهي التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها . قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها) سورة الشمس .
فهل هذا ما يريده الإخوان المسلمون ويجهزون أنفسهم له و يأخذونها به ؟!
لا أيها الإخوان ، ليس هذا كل ما نريد ، هو بعض ما نريد ابتغاء مرضاة الله .. هو الهدف القريب ، هو صرف الوقت في طاعة وخير حتى يجئ الظرف المناسب وتحين ساعة العمل للإصلاح الشامل المنشود.
أما غاية الإخوان الأساسية .. أما هدف الإخوان الأسمى ..أما الإصلاح الذي يريده الإخوان ويهيئون له أنفسهم .. فهو إصلاح شامل كامل تتعاون عليه قوى الأمة جميعا وتتجه نحوه الأمة جميعا ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل.
يقول الإمام : والإخوان المسلمون يعملون ليتأيد النظام بالحكام ، ولتحيا من جديد دولة الإسلام.](9)
بعد أن عرض الإمام الشهيد الغاية القريبة وبين المظاهر المعبرة عنها في الممارسة العملية وشرح الغاية البعيدة والتي تشكل الأصل الذي من اجله قامت هذه الحركة المباركة والخط الذي تعد نفسها له يمكن النظر في منظومة الإمام الشهيد التالية والتعامل معها :
• الفرد المسلم .
• البيت المسلم .
• الشعب المسلم .
• الحكومة المسلمة .
• الخلافة .
• الأستاذية .
وفي ذلك يقول الإمام الشهيد في هذا الخصوص :: إن منهاج الإخوان المسلمون محدود المراحل واضح الخطوات فنحن نعلم تماما ماذا نريد ونعرف الوسيلة إلى تحقيق هذه الإدارة ونريد أولا الرجل المسلم ونريد بعد ذلك البيت المسلم ونريد بعد ذلك الشعب المسلم ونريد بعد ذلك الحكومة المسلمة ونريد بعد ذلك أن ينظم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامي ونريد بعد ذلك أن نقود راية الله خافقة عالية على تلك البقاع ونريد بعد ذلك ومعه أن نعلن دعوتنا على العالم وأن نبلغ الناس جميعا وأن نعم بها آفاق الأرض.](10)
وفي رسالة الوداع ( رسالة بين الأمس واليوم ) وهي الرسالة التي كتبها معتقداً أنه سيحال بينه وبين الجماعة فقد كتب أهم ما يعتقد أن تركز عليه الجماعة من أهداف بكل وضوح فقال: ولكن اذكروا دائماً أن لكم هدفين أساسيين…أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل استعمار أجنبي …وأن تقوم على هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة .] (11)
ما مساحة التغيير المطلوب هل هو محصور في قطر ما ؟ هل هو شامل لكل الأقطار ؟
يقول الإمام الشهيد في هذا الخصوص :: نريد تحقيق هذين الهدفين في وادي النيل وفي بلاد العروبة وفي كل أرض أسعدها الله بعقيدة الإسلام .](12)
الوسائـــــــــــــــــــــــــــل :
الوسائل العامة : يقول الإمام الشهيد في هذا الخصوص :: أما الوسيلة التي وعدتك بالكلام عنها فهي أركان ثلاثة تدور عليها فكرة الإخوان :
أولها : المنهاج الصحيح
وثانيها : العاملون المخلصون
وثالثها : القيادة الحازمة والموثوق بها. (13)
فإذا وجد المنهاج وهو الطريق الواضح ووجد من يعمل وفق هذا المنهاج بإخلاص ووجد القائد الذي ينطلق بالمجموع في اتجاه الهدف فقد توفرت عناصر الانطلاق الصحيحة ابتداء.
أما الرباط الضام وعامل الثبات كما يراه الإمام الشهيد فهو يعبر عنه بقوله : ولكن الوسيلة في تركيز كل دعوة وثباتها معروفة معلومة مقروءة لكل من له إلمام بتاريخ الجماعات وخلاصة ذلك جملتان : إيمان وعمل - محبة وإخاء (14)
ويلخص ذلك كله بقوله : إن الوسائل العامة للدعوات لا تتغير ولا تتبدل ولا تعدو هذه الأمور الثلاثة :
1. الإيمان العميق 2.التكوين الدقيق 3.العمل المتواصل ](15)
تفصيل الوسيلة للدولة المسلمة عند الإمام الشهيد :
أ_الوسيلة للغاية القريبة :
يقول الإمام : فأما الغاية الأولى فهي المساهمة في الخير العام أيا كان لونه ونوعه والخدمة الاجتماعية كلما سمحت الظروف . (16)
يمثل لذلك بقوله : تعليم الأميين وتلقين الناس أحكام الدين ، وتقوم بالوعظ والإرشاد ، والإصلاح بين المتخاصمين والتصدق على المحتاجين وإقامة المنشئات النافعة من مدارس ومعاهد و مستوصفات و مساجد … (17)
ب_الوسائل للغاية البعيدة :
• الأصل : يقول الإمام الشهيد في هذا الخصوص :: أما وسائلنا العامة فالإقناع ونشر الدعوة بكل الوسائل حتى يفقهها الرأي العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان ثم استخلاص العناصر الطيبة لتكون هي الدعائم الثابتة لفكرة الإصلاح ثم النضال الدستوري حتى يرتفع صوت هذه الدعوة في الأندية الرسمية وتناصرها وتنحاز إليها القوة التنفيذية. (18)
ج_الاستثناء : يقول الإمام الشهيد في هذا الخصوص :: أما ما سوى ذلك فلن نلجأ إليه إلا مكرهين ولن نستخدمه إلا مضطرين .(19)
مناقشة الخيار الاستثنائي :
هناك الكثير من الخلط الحادث في الساحة الآن حول موضوع القوة ، نشأت عنه أخطاء في حق الله والناس والأوطان ولو تبصر العاملون في أقوال الإمام الشهيد لوجدوا خيرا كثيرا يوفر الجهود والطاقات. فها هو يجيب على تسائل الناس الدائم عن استخدام القوة في التغيير فيقول : ولا أريد أن أدع هؤلاء المتسائلين في حيرة بل أنتهز هذه الفرصة لأزيح اللثام عن الجواب السافر لهذا في وضوح وجلاء . (20)
من ناحية المبدأ يقول الإمام : أما القوة فشعار الإسلام في كل نظمه وتشريعاته… (21)
ومن ناحية الفكر يقول : ولكن الأخوان المسلمين اعمق فكرا وأبعد نظرا من أن تستهويهم سطحية الأعمال والفكر فهم يعلمون أن أول درجات من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط ثم بعدها قوة الساعد و السلاح .
أما من ناحية القيود التي وضعها الإسلام : هل أوصى الإسلام والقوة شعاره باستخدام القوة في كل الظروف والأحوال؟ أم حدد لذلك حدودا واشترط شروطا ووجه القوة توجيها محدودا؟ ونظرة ثالثة هل تكون القوة أول علاج أم آخر الدواء الكي : وهل من الواجب أن يوازن بين نتائج استخدام القوة النافعة ونتائجها الضارة وما يحيط بهما الاستخدام من ظروف أم من واجبه أن يستخدم القوة وليكن بعد ذلك ما يكون.
العقبات قي طريق الدعوة
أولاً : تصنيف العقبات :
1.جهل الشعب
2.أهل التدين
3.العلماء الرسميين
4.الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان
5.الحكومات, حيث يقول الإمام : تحد من نشاطكم وتضع العراقيل في طريقكم .(22)
6.الغاضبون
ثانياً : الممارسات المتوقعة :
يقول الإمام : سيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة,…وستدخلون ولا شك دور التجربة والامتحان فتسجنون وتعتقلون وتنقلون وتشردون وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان .
ثالثاً : وصية :
يقول الإمام : أوصيكم أن تتدبروا هذه الكلمات وان تحفظوها إذا استطعتم وان تجتمعوا عليها. وإن تحت كل كلمة لمعاني جمة . أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزباً سياسياً ولا هيئة موضعية لأغراض محدودة المقاصد ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن…وصوت داوٍ يعلو مردداً دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -…وإذا قيل لكم إلام تدعون ؟ فقولوا ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه. (23)
رابعاً : واجبات في وجه المحنة :
يقول الإمام : آمنوا بالله واعتزوا بمعرفته والاعتماد عليه…وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالات وأقبلوا على القرآن تتدارسونه والسيرة المطهرة تتذاكرونها وكونوا عمليين لا جدليين وتحابوا فيما بينكم واحرصوا على رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم واثبتوا حتى يفتح الله بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين . واسمعوا وأطيعوا لقيادتكم .. فهي رمو فكرتكم وحلقة الاتصال فيما بينكم وترقبوا بعد ذلك نصر الله وتأييده. (24)
جمهور الدعوة
أولاً : أصناف الناس حول الدعوة : مؤمن- متردد- نفعي- متحامل.
يقول الإمام الشهيد في هذا الخصوص :: [ وكل الذي نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدا من هؤلاء وقد حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غايته ويحدد وجهته ](25)
ثانياً : موقفنا من كل صنف
1.المؤمن : [ ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا والعمل معنا]
2.المتردد : [ نتركه لتردده ونوصيه أن يتصل بنا عن كثب]
3.النفعي : [الله غني عمن لا يرى لله الحق الأول في نفسه وماله ودنياه وآخره وموته وحياته]
4.المتحامل: [ وهذا سنظل نحبه ونرجو فيئه إلينا واقتناعه بدعوتنا]
الفرد في جماعة الإخوان المسلمين :
الركن الأول : الفهم :
حرص الإمام الشهيد على بناء الفرد المسلم وجعله اللبنة الأساسية في طريق إعادة مجد الإسلام وعزة المسلمين .. وقد وضع أمامنا الشهيد رسالة جامعة رسم فيها السمات الأساسية للفرد المسلم العضو في جماعة الإخوان المسلمين وهي " رسالة التعاليم .. نحاول تقديم عناصرها الرئيسية في التالي :
- أركان بيعتنا :
وقد قام أحد الإخوة الباحثين بجهد محمود في تبويب أصول الفهم العشرين التي وضعها الإمام الشهيد كإطار فكري شامل لفهم الأخ المسلم .
يقول الإمام : [ الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو : دولة ووطن أو حكومة وأمة. خلق وقوة أو رحمة وعدالة. ثقافة وقانون أو علم وقضاء . مادة وثروة أو كسب وغنى . جهاد ودعوة أو جيش وفكرة . عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء. ](26)
(أ)_ في العقائد
1_عدم تبعيض الإسلام : يقول الأمام : [ الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء ، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى ، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء . ](27)
2_آيات الصفات ( منع التأويل والتعطيل الوقوف عند السنة):يقول الإمام : [ معرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمي عقائد الإسلام ، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه ، نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء ، ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) آل عمران.
3_التحرز من التكفير: يقول الإمام : لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية - إلا إن اقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو كذب صريح القرآن ، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر .
4_الدعاء إذا قرن بالتوسل من مسائل الفروع: يقول الإمام : والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة .
5_ادعاء معرفة الغيب منكر تجب محاربته: يقول الإمام : والتمائم والرقى والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب ، وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته ، إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة.
6_البدعة التي لا اصل لها ضلالة: يقول الإمام : وكل بدعة في دين الله لا أصل لها - استحسنها الناس بأهوائهم ، سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه - ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ما هو شر منها.
7_القبور ومتعلقاتها : يقول الإمام : وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداءهم لذلك وطلب الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها، ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة.
8_الكرامات والأولياء : يقول الإمام : ومحبة الصالحين واحترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى الله تبارك وتعالى ، والأولياء هم المذكورون في قوله تعالى ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) والكرامة ثابتة لهم بشرائطها الشرعية مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في حياتهم أو بعد مماتهم فضلا أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم .
(ب)_ في أصول الفقه
هناك مشاكل تعترض طريق الأمة في تعاملها مع أصول الفقه ويجب الالتفات لها والتعارف على بعض الضوابط التي أدى تركها إلى الإضرار بمسيرتنا الحضارية ويؤدي تركها إلى الإخلال بالأرضية المطلوبة للنهضة :
1_لا نقبل التفريق بين الكتاب والسنة: يقول الإمام : والقرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام الإسلام.
2_لا للتكلف والتعسف في فهم القرآن: يقول الإمام : يفهم القرآن طبقا لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف .
3_الرجوع في فهم السنة لأهل الحديث الثقات : يقول الإمام : ويرجع في فهم السنة لأهل الحديث الثقات.
4_لا للتعصب لأقوال الرجال: يقول الإمام : وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، و كل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه ، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع ،ولكننا لا نعرض للأشخاص - فيما أختلف فيه - بطعن أو تجريح ، ونكلهم إلى نياتهم، وقد أفضوا إلى ما قدموا .
5_مسألة الاجتهاد والتقليد: يقول الإمام : لكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين ، ويحسن به مع هذا الإتباع يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته ، وأن يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته . وأن يستكمل نقصه العلمي ان كان من آهل العلم حتى يبلغ درجة النظر.
6_ترتيب المطالب: يقول الإمام : والعقيدة أساس العمل ، وعمل القلب مقدم على عمل الجارحة ، وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعا ، وإن اختلفت مرتبتا الطلب .
(ج)_ في الفقه
هذه المساحة من أهم المساحات التي تؤثر على الحراك النهضوي للأمة وقد تعرض الإمام الشهيد لأهم ما يجب العمل به حتى يصبح الفقه مصدر توسعة ورحمة واجتماع للأمة بدلا من الاختلاف والفرقة :
1_مدرسة المقاصد مقابل مدرسة الظاهر: يقول الإمام : والأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني ، وفي العاديات الالتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد.
2_يجب معالجة مترتبات الخلاف الفقهي :يقول الإمام : والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء ولكل مجتهد أجره ، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب
3_من فقه تسيير الدولة والمنظمات : يقول الإمام : ورأي الأمام ونائبه فيما لا نصّ فيه وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة ، معمول به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية ، وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات.
4_الممنوعات : يقول الإمام : وكل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا ، ومن ذلك كثرة التفريعات للأحكام التي لم تقع ، والخوض في معاني الآيات القرآنية التي لم يصل إليها العلم بعد ، والكلام في المفاضلة بين الأصحاب رضوان الله عليهم وما شجر بينهم من خلاف ، ولكل منهم فضل صحبته وجزاء نيته، وفي التأول مندوحة.
5_البدعة الإضافية والتركية: يقول الإمام : والبدعة الإضافية والتركية والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي ، لكل فيه رأيه ، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان .