الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخى الزائر الكريم، مرحباً بك..يشرفنا زيارتك لمنتدى الحل الإسلامى .. منتدى إسلامى دعوى ثقافى رياضى اجتماعى ، يسرنا ردودكم وتعليقاتكم واقتراحاتكم . كما يسرنا تسجيلك معنا.. فمرحباً بك زائراً ومعقباً وناقداً ..
الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخى الزائر الكريم، مرحباً بك..يشرفنا زيارتك لمنتدى الحل الإسلامى .. منتدى إسلامى دعوى ثقافى رياضى اجتماعى ، يسرنا ردودكم وتعليقاتكم واقتراحاتكم . كما يسرنا تسجيلك معنا.. فمرحباً بك زائراً ومعقباً وناقداً ..
الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم

الاخوان المسلمون: دعوة سلفية،وطريقة سنية،وحقيقة صوفية،وهيئة سياسية،وجماعة رياضية،وشركة اقتصادية،وهيئة اجتماعية.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث إلى الشباب..نحو الحل الإسلامى (1)(محمد الدسوقى عبد العليم)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 23/04/2011

حديث إلى الشباب..نحو الحل الإسلامى (1)(محمد الدسوقى عبد العليم) Empty
مُساهمةموضوع: حديث إلى الشباب..نحو الحل الإسلامى (1)(محمد الدسوقى عبد العليم)   حديث إلى الشباب..نحو الحل الإسلامى (1)(محمد الدسوقى عبد العليم) I_icon_minitimeالخميس 28 أبريل 2011, 2:25 pm

بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ
(يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ)،
(لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىَ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
حديث إلى الشباب..نحو الحل الإسلامى (1)
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه من بعده.
قبل ذى بدء
سلام الله عليك ورحمته وبركاته؛
الناس يقولونها عادة،ونحن نقولها عبادة،نقولها ونحن نستشعر المعنى الجليل،كأنى أقف فى محراب عبادة،فى دعاءٍ رقيق صادقٍ يحمل كل الحب والود والإخلاص،وقلبى ينبض بهذا الإحساس قائلاَ لك:
أُخَىّ ..........إنى أحبك فى الله.
نعم؛لأن هذا العالم يحتاج إلى قلب وعاطفة ومشاعر،وأريد أن أكون-كما أريده لك-القلب لهذا العالم،وأريد أن أحييه بعاطفتى ومشاعرى مثلما أريد أن أحييه بعقلى وفكرى؛فإن الإنسان الذى يعيش بلا قلب ولا عاطفة ولا مشاعر قد تكون له فلسفة أو نظرة أوتجربة،لـــكن...
الإنسان لا يكون إنساناً إلا بمثل هذه المقومات النفسية والروحية،وإلا كان الإنسان الآلى والكمبيوتر يغطيان مهمة الإنسان.
لمَن هذه الرسالة؟.
هذه الرسالة المتواضعة إليك ياأخى..إليك أيها الشاب المقبل على ربه،إليك ياابن الإسلام..ياابن القدس..ياابن هذه الدعوة المباركة..ياهذا الأمل المأمول..يا من نتطلع إلى أمثالك ليزيلوا هذا الركام وليرفعوا راية الإسلام وشعار الحل الإسلامى..
يامن ننشده للمجد التليد،يا من نتطلع إليه أن يكون منبعاً للخير والمجد والحياة...أين أنت؟.
وإليكِ يا فتاة اليوم وأم أبطال الغد..إليكِ ياابنة الإسلام ونموذج الإخاء...أين أنتِ؟.
ما دعانى للحديث معك وهذه الرسالة:-
هو داعى السماء الذى أمر بإتباع منهج الرسول(صلى الله عليه وسلم) الذى قال:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" "وأن يكره لأخيه ما يكرهه لنفسه" وإنى لأكره لنفسى التى بين جنبىَّ أن تطرح فى النار فلا أحب لك أن تبيع الجنة بشهوة ساعة.
ودعانى قول النبى(صلى الله عليه وسلم)للإمام على:
"لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم..خير لك مما طلع عليه الشمس..خير لك من الدنيا وما فيها".
دعانى ما دعا نبى الله شعيب فى قوله تعالى: (قَالَ يَقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيّنَةٍ مّن رّبّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىَ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
قلبى يخفق ،ينبض بقوة، يكاد يطير فرحاً لهذا الأمل الذى أرنو إليه عاجلاً أو آجلاً..لأراك جندياً صادقاً من جنود هذه الدعوة.
وأراكِ أيتها الأخت المسلمة خنساء عصرك، أرى بيتك محراباً للعبادة،أراكِ تقتدين بأسماء بنت الصديق فى الهجرة وتهجرى كل سوء..وبأسماء بنت يزيد فى طلبها للعلم والتعلم فتكونى الطالبة المتفوقة فى دراستها،المثقفة التى لاتجهل أو يجهل عليها..وبرابعة العدوية فى زهدها عما فى أيدى الغير .. وبنفيسة العلوم فى صومها وتلاوتها وعلمها وتعليمها علوم الدين لغيرها.
أُخــىَّ.....آمل أن أراك صاحب فكرة وجندى دعــوة.
لا تستغـرب..لا تستبعد لنفسك أن تكون واحداً من جنود الدعوة الصادقين،فمَن يصدِّق بعد كل هذه المحن القاسية المريرة التى تعرََّضَ لها- ولا زال –الدعاة المخلصون؛أن يستجيب جُــلّ من الشباب – مثلك – لداعى الله؟! ولكن...صدق الله العظيم القائل:
(الّذِينَ اسْتَجَابُواْ للّهِ وَالرّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
لِلّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
وبعــد: أُخَـــىّ.........أُخَيّـــــة
أنتم رصيد دعوتنـــا، واستمرار أيامنـــا،والجيل المنشود لعِـزَّتِنـــا ؛
فلا تكونوا كشجرٍ له طول وليس له ثمر ،لاتكونوا هكذا..لا تعيشوا كالأموات..(إنسان بلا عملٌ صالح ،بلا حركة دعوية..موجود كمفقــود).
-لا تتجاهل مرحلتك،أوتستهين بسنك؛فإن العُصْبَة المؤمنة التى تركّزت فى دار الأرقم وعلى يديها تحقق نصر الإسلام كانُـــوا شبــابـــاً:
فــالأرقم بن أبى الأرقم كان عمره لا يتجاوز(30)سنة عام الهجرة، وأنس بن مالك(10)سنوات، وبلال بن الحارث(20)سنة؛ وهاهو أسامة بن زيد كان عمره(20)سنة فى حجة الوداع؛ أمَّا البراء بن عازب فاستُصغِرَ فى بدر كما استُصغِرَ جابر بن عبد الله بن رئاب فى أُحد ؛ وجعفر بن أبى طالب كان أسن من أخيه علىّ بـ(10)سنوات.. وغيرهم وغيرهم.
والعمران حينما اعتنقا الإسلام وصارا وزيران للنبى الكريم(صلى الله عليه وسلم)لم يبلغا حينئذٍ من الكبر عتياً،فأما أبوبكر فكان عمره(37)سنة،وأما عمر فـ(27)سنة.
هؤلاء الشباب هم الذين حملوا على كواهلهم أعباء الدعوة واستعذبوا فى سبيلها أسمى آيات الصبر والعذاب والتضحية.
أيها الشاب المقبل على ربه..أيتها الفتاة المقبلة على ربها:
أفق من أحلام اليقظة التى تعيش فيها ثم اعرف قدرك وأذكرك مرة أخرى بأنك لست صغيراً حتى تغرق نفسك فى الأحلام دونما تفكير جاد أو مسئولية أوعمل.
كما أنك لست كبيراً،راشداً لدرجة أنك تتجاهل خبرات الآباء والمعلمين ومن هو أسن منك وأدرى منك ثم تعاند للحق؛لو تناطحت بين يديك الجبال ما اقتنعت.
لا تستخرج الشوكة بالشوكة:-
فى فترة المراهقة يكون النمو الجسدى أسرع من النمو العقلى والوجدانى،وحين يحس الفتى –والفتاة كذلك- بأنه وصل إلى المرحلة التى يحمل فيها بعض سمات الرجال..والفتاة تحس أنها وصلت إلى مرحلة تحمل فيها بعض سمات النساء؛؛
حين يحس أحدهما كذلك يتصور نفسه وقد أصبح رجلاًََ بالفعل...ومن ثمََّ يتطلع كلاًَ منهما إلى حقوقه لدى المجتمع خارج سور الأسرة،متخطياً مراحل النمو فى محاولة للوصول قبل الأوان إلى عالم الناضجين. وهنا تحدث معركة صامتة؛
بين الرجولة المبكرة...المحبوسة فى قمقم..وبين الرجولة الحقة،،
بين الأنوثة المبكرة للفتاة...المحبوسة أيضاً..وبين الأنوثة الحقة.
حين يحاكى المراهق الكبار..فى محاولة للزج بنفسه فى زمرتهم،،بل إنه قد يرفض بعض القيم السائدة زاعماً أن لديه ما هو أرشد منها وأولى بالإتباع،وتحدث الفجوة بين جيليــــن.الأمر الذى يتطلب ملء الفجوة بالتدخل الحكيم ليتخلى المراهق عما لا يمكن تحقيقه من أحلام قبل أن يصبح ذلك الصبى الغرير الذى يمد يده ليمسك بالقمر،،وقبل أن تصبح هى تلك التى تفتح عينيها على زوج وسيم،وديع،ممسكاً ببعض أصابع يده مفتاح أحدث سيارة،ومفاتيح أروع قصر،وقد ارتدت أبهى وأفخر فستان و...
فإذا نجحت التربية الإسلامية فى العودة بها إلى بيتها المتواضع الذى تسكنه،وحصيرتها التى تقف عليها،والدآبة التى تنتظرها لتطعمها الحشائش.
وإذا نجحت التربية الإسلامية فى العودة بهذا الفتى ليمشى على الأرض بشراً سوياً،،حينها تكون المصالحة قد تمت بين الجيلين،ويكون الأمر على ما قيل:-
-إذا ضمن الشرق الشباب والمستقبل،فقد ضمن كل شىء وهانت عليه خسارة الحاضر وإن كانت جسيمة.
لذا فإن التربية الإسلامية من أساليبها فى ذلك أن ترشده ليرضى عن نفسه..فمعنى ذلك رضاه عن الآخرين،ومعنى ذلك أيضاً تواصل الأجيال لتمضى نحو المستقبل..متساندة لا معاندة.
وقبل أن أترك حديثى معك عن هذا الموضوع-أحلام اليقظة- أذكرك بنموذجين تعلمنا من خلالهما كيف نعيش الواقع ونعمل له بعيداً عن تلك الأحلام التى تعزلنا عن واقع الحياة،
أما النموذج الأول:نموذج لشاب مسلم قفزت به أحلامه الطائرة فوق رؤوس الرعيل الأول،ثم كان للصحابة ذلك التوجيه؛ إنه شابٌّ..
يقرر بثقة أنه لو كان عايش الرسول(صلى الله عليه وسلم) وقاتل معه لأبلى فى القتال بلاءً غير مسبوق،ولأرى النبى(صلى الله عليه وسلم)من شجاعته ما تقرّ به عينه؛ هذا الرجل قال لحذيفة بن اليمان(رضى الله عنه) :- لو أدركتُ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قاتلت معه وأبليتُ.
فقال حذيفة:- أنت كنتَ تفعلُ ذلك؟! لقد رأيتنا مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)ليلة الأحزاب؛وأخذتنا ريح شديدة وقَرّ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):- ألا رجلٍ يأتينى بخبر القوم(الأعداء)،جعله الله معى يوم القيامة !
فسكتنا فلم يجبه منا أحد،ثم قال مثل ذلك، فسكتنا، ثم قال مثل ذلك، فسكتنا فلم يجبه منا أحد؛ فقال(صلى الله عليه وسلم):- -قُم يا حذيفة،فأتنا بخبر القوم.
فلم أجد بداً إذ دعانى بإسمى أن أقوم.
قال (صلى الله عليه وسلم):-اذهب فأتنى بخبر القوم ولا تذعرهم علىَّ.
فلما وليتُ من عنده جعلتُ كأنما أمشى فى حمام حتى أتيتهم فرأيتُ أبا سفيان يصلى ظهره بالنار فوضعتُ سهماً فى كبد القوس،فرأيتُ أن أرميه فذكرتُ قول رسول الله(صلى الله عليه وسلم)؛لا تذعرهم علىَّ. ولو رميته لأصبته،فرجعتُ وأنا أمشى فى مثل الحمام،فلما أتيتُه بخبر القوم وفرغتُ،قررت.
فألبسنى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من فضل عباءة كانت عليه-يصلى فيها-فلم أزل نائماً حتى أصبحتُ،قال: قُــــــــم يا نومـــــان.!!
...إن الإسلام لا يحجز على دوافع الطموح أن تشق طريقها فى كيان الفتى والفتاة راغبة فى الإشباع،ولكنه يحاول ضبط النوازع حتى تختمر وتزكو،وتصلح للإثمار..فراراً من الطفرة التى تتجاهل مصاعب الطريق وتكاليف النجاح؛؛؛والتى تغرّها الفتوة المتوثبة والأحلام المجنحة.
فلتكن أيها الفتى...أيتها الفتاة"موجــــة عاليــــة كالجبــــل"
ولكن لا تنس أن أصلك المــآء[إن الشجرة من البذرة،والثمرة خاتمة المطاف ومهما كان إغراء الخاتمة مُلحَّاً يخلب الألباب،فلا ينبغى أن تسقط البذرة من الحساب].
والطبيعة من حولنا تنطق بهذا المعنى كما ينطق به الفكر الإسلامى ليعالج تلك النزعة المتعجلة التى لم تستوعب بعد مشكلات المستقبل،وغاب عن الكثير ما يملك الآباء والمربين والمعلمين من خبرة لابد منها كقاعدة للإنطلاق.
..إن شجرة الصنوبر تثمر فى ثلاثين سن،وشجرة الدبآء تصعد فى أسبوعين،فتقول للصنوبر: إن الطريق التى تقطعينه فى ثلاثين سنة..قطعتها فى أسبوعين ويقال لى شجرة،ولكِ شجرة !
قالت لها الصنوبر: مهلاً حتى تهب رياح الخريف..فإن ثبتِّ تمَّ فخرُكِ !.
والنموذج الآخر: المقداد بن عمرو(رضى الله عنه)
كان قد شهد بدراً،والمشاهد كلها مع النبى(صلى الله عليه وسلم)،وكان فارس المسلمين الوحيد يوم بدر.مرَّ به رجلُُُ ذات يوم فقال:
طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله(صلى الله عليه وسلم)؛واللهِ لوددنا أنَّـا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت....
فأقبل المقداد(رضى الله عنه)على الرجل وهو يقول:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضراً غَيَّـبَهُ الله (عزَّ وجل) لا يدرى لو شهده كيف كان يكون فيه ؟! واللهِ لقد حضر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أقوام كبَّــهم الله (عزَّ وجل) على مناخرهم فى جهنَّم لم يجيبوه ولم يصدقوه، أوَ لا تحمدون اللهَ(عزَّ وجل) لا تعرفون إلأَّ ربكم..مصدّقين بما جــآء به نبيكم (عليه السلام) وقد كفيتم البلاء بغيركم...؟!
أول القصيدة
نرى شباباً وفتيات –فى نفس سِنَّك- يرتكبون الذنوبَ والآثام وربما أكثر من ذنبٍ فى آن واحد؛كمن يجلس فى إحدى القهاوى مع رفقآء سوء..يدخنون "الشيشة" ويشاهدون فيلماً ومناظر خليعة أو يسمعون الأغانى ..وتزيغ أعينهم بين الفيلم الذى يشاهدونه والبنات التى تمر أمامهم.
وكالتى تجلس مع رفيقتها سيئة الخُلق يستمعان الأغانى الهابطة وهما يغتابان الناس أو يقذفان المحصنات الغافلات.ترى كثيراً من الشباب والفتيات يزيغون أو ينحرفون ثمَّ يبررون أخطاءهم وعثراتهم،ويعلقون آثامهم على شىءٍ اسمه [المراهقة] ويتعلل كل منهم بأن مرحلة المراهقة هذه هى مرحلة ضياعٍ وانحراف وكلها هموم ومشاكل.أليس كذلك؟ أليس هذا ما تسمعه من بعضهم؟ بل ما تقوله أنت إذا عثرت قدميك فى خطيئةٍ أو إثم ؟...مع أنَّ الإسلام لايرى ذلك ؟
..إن الشاب حين يصل إلى هذه المرحلة ؛ فكما أنه نزداد لديه الشهوات والغرائز،فإنه يزداد اتجاهه نحو التدين والإقبال على الله(عز وجل) وقد فطر الله لديه الدافع مع بداية مرحلة البلوغ؛ والذين يعيشون الضياع والإنحراف هم الذين يُعـرضون عن دين الله ويلهثون وراء شهواتهم، بل هم الذين لا يفكرون فى الجنة ولا يريدونها.كما قال النبى(صلى الله عليه وسلم):-
- كُل أمتى يدخلون الجنَّة إلا من أبَى . قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟
- قال: مَن أطاعنى دخل الجنة،ومن عصانى فقد أبى.
ولو تأملتَ سيرة أصحاب النبى(صلى الله عليه وسلم) حين كانوا فى هذا السن تبيَّـن لك بجلاء صدق هذه الحقيقة: أمثال الأرقم بن أبى الأرقم، وأنس بن مالك، وبلال بن الحارث؛وأسامة بن زيد؛والبراء بن عازب الذى استُصغِرَ فى بدر،وجابر بن عبد الله بن رئاب الذى استُصغِرَ فى أُحد ؛ وعلىّ بن أبى طالب وأخيه جعفر بن أبى طالب ومُصعب بن عُمَيــروغيرهم
.. هؤلاء وغيرهم الكثير كانوا شباباً وضربوا المثل فى الإلتزام والطاعة بل وفى الجهاد مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)؛
فقد شهد البراء بن عازب(15)غزوة،وزيد بن الأرقم(17)غزوة،وأبو سعيد الخدرى(12)غزوة،ومسلمة بن الأكوع(9)غزوات..و..(رضى الله عنهم ورضوا عنه). .....إنَّهُم شباب ضربوا أروع الأمثلة فى جهاد النفس والأعداء وانتصارهم على الدنيا كما انتصروا على الشيطان،وهم لا يزالون فى ريعان الشباب،بل كان معظمهم دون العشرين سنة. .....إن الشباب طاقة وحيوية،فما لم تُصرَف طاقتهم فيما ينفعهم فسوف يصرفونها فى اللهو والعبث دون أن يتفكروا فى عواقب ذلك،و"النفسُ إن لم تشغلها بالطاعةِ شغلتك بالمعصية".
مشكلات المرحلة:
أما عما يَدَّعِيْهِ المُراهقون والمُرَاهِقَات من أنها مرحلة الهموم والمشكلات ؛فإنه ليست هذه المرحلة متفردة بالمشاكل دون غيرها، فإن كل مرحلة من مراحل حياة الإنسان إهتماماتها ومتطلباتها وعنائها؛ وهذه من سنن الله(عز وجل) كما قال تعالى:
(الَـمَ.أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوَاْ أَن يَقُولُوَاْ آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ.وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ) .
ومن سُنن الله التى لا تتبدل ولا تتغير أنه سبحانه خلق الإنسانَ فى كبد..فى عناءٍ ومشقة ،فما يعيشه من تعبٍ أو كبد ليس مشكلة فى الإسلام وإنما جعلها الله(عز وجل) ليتعايش معها وليمحّصه،ثم لا يتركه هكذا فى عنائه إلا ووضع له حلولاً لكل مشاكله التى يعانى منها، لا نقول أنها حلول سحرية يجدها المرء دون مكابدة، وإنما وضع الإسلام لها مفاتيح ومبادئ أو أسس وقوانين وجعل كل ذلك فى منهج ربانى"الدستور الإلــهى"الذى لم ولن تعبث فيه يد على الإطلاق،"لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"،ثم طلب منك أن تستخرج نص الشفاء وكله شفاء-وتتبع الوسائل الرشيدة فى تنفيذه.ستجد أن أساس حل مشكلاتك فى قوله تعالى:
(إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِــــمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوَءًا فَلاَ مَرَدّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ)
لن يغيرنا الله حتى نستعين به ونغير أنفسنا..من السلبية إلى الإيجابية..من الركود إلى الهِمَّة العالية..من الفشل إلى النجاح......إلى الإنجــــاز ،ولكى تسير نحو الإنجــاز فهناك انفعالات أو مؤثرات أودوافع عوامل ينبغى أن تحققها من أجل تغيير نفسك نحو الإنجاز ؛
من أهم عوامل الإنجــاز :-
دافع الإيمان:- الإيمان ذلك القوة العاتية المترفعة المنزهة عن الشر والتى تكمن داخل المؤمن تجعله
يتحدى الصعاب ويتغلب على الأزمات ويفكر بمنهج سليم ،ويتحمل الشدائد ويصبر على البلاء بل ويستقبلها بالشكر،
فالإيمان:يردع صاحبه عمَّا حـرَّمَ اللهُ (عز وجلّ)، ويوجِدُ فى القلب الحلاوة واللذة التى لا تعدلها حلاوة الشهوة ولذَّتها
، وهو يملأ القلب بمحبة الله فلا يبقى فى القلب إلا حب الله(عز وجل) وحب مَن يُحبه الله..وشتَّـان بين ذلك وبين الهوى والعشق. لكن مَّـن لم يذق لذة الإيمان لا يُدرك هذا المعنى ولا يقتنع به.
الإيمان:يجعل المسلم لا يقنط ولا ييأس ولا يمرض نفسياً، ويجعله يتجنب القلق والإضطراب ويجنبه أمراض عصره ، وإجمالاً: ينال رضى الله وسعادة الدارين.
(2)- دافع التعليم: هذا الدافع يجعل لديك ميل شديد لأن تبذل المزيد من الجهد وتتحدى الصعاب لكى تحقق أهدافك وطموحاتك، وبدونه لن تكون يوماً ما طبيبا أو مهندساً أومُعلِّماً أو عالِِمــاً أو...أو داعية ناجحاً.
(3)- دافع مِهَـنىّ: كان عُمَر بن الخطاب(رضى الله عنه) إذا تحدَّثَ إليه رجُل فأحسن القول أُعجِبَ عمَر به لحسن مقاله أو عبادته وأخلاقه....فإذا سأل عن عمله فوجده غير محترف (أى ليس لديه حِرفة أو صنعة أو مهنة) سقط من نظره (أى اعتبره لا قيمة ولا وزن له فى المجتمع). أتدرى لمــــــــاذا ؟
لأنَّ الله سبحانه يُحِبُ العبد المُحترف وكما قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدّونَ إِلَىَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأمْرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُمْ وَإِمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
ومعنى أن يكون لديك دافع مهنى: أن يكون لديك الرغبة القوية فى تعَلُّـم صنعة أو حِرفة فى أى مجال من مجالات الحياة النافع ( تجارة-زراعة-نقاشة-بناء-حِدادة-نجارة-سباكة-خياطة-قيادة.........................................إلخ) حرفة تحبها وتحب تعلمها ومن ثَـمَّ إتقانها تشبع حاجاتك ورغباتك من خلالها وتعينك على نوائب الدهـر ومتطلبات العيش. وقد قيل من قبل: - الوظيفة أضيق أبواب الرزق.
-اعرف كل شىء عن الشىء(الذى تتخصص وتعمل فيه)،واعرف شىء عن كل شىء.
(4) – دافع إجتماعى: سُمِّـىَ الإنسان إنساناً لأنه ينسى أو لأنه يأنس بغيره ولا يستطيع أن يعيش بمفرده معزولاً عن الناس (أسرته-جيرانه-أصدقائه..) لذلك فالأنس بالغير حاجة ضرورية لحياة الإنسان –بعد الأُنس بالله تعالى- فإذا هو استغنى عن الناس فهو إمَّا سائر مع غير الفطرة التى فطر الناس عليها أو أنه "يعيش" كما يعيش أى كائن لآخر ولم "يحيا" كما يحيا المسلم ذو الفطرة السليمة، فإذا أضاف إلى حاله هذا البعد عن الصراط المستقيم،فكيف يكون حاله:
قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنّهُ حَيَاةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ كَمَن مّثَلُهُ فِي الظّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا كَذَلِكَ زُيّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
أمَّـا إذا خالط -المسلم-الناس وتعايش معهم سيتعرَّض بالطبع لأذى البعض سواء كان الأذى بالقول أو التجريح أو الفعل،سيجد مَن يُعارض رأيه ومَن يُعاديه ومَن يحقِد عليه ومَن يثبّطه عن العمل الجاد ومَن يُنافسه ومَن يفتنه أو يفتن به أو عليه,.... غير أنه سيؤجر على ذلك ويكون أفضل مِن سابقه إذا تحمَّل ما يلاقيه من الأذى وصبر على ذلك واحتسب الأجر عند الله تعالى، يقول النبى (صلى الله عليه وسلم) :
-"الَّذِى يُخَاِلطُ النَّاسَ ويَصْبِر عَلَىَ أذاهُمْ خَيْرٌ مِنْ الَّذِى لا يُخَالِط النّاسَ وَلا يَصْبِر عَلىَ أذاهُم".
-"الناسُ معَـادن،خيارهم فى الإسلامِ خيارهم فى الجاهِليَّــة".
-"مَن نافسك فى دينكَ فنافسهُ، ومَن نافَسك فى الدنيا فألقِهَـا فى نَحــرِه".
أنت الآن أصبحتَ فى حاجةٍ إلى التعامُل مع الناس،وإلى رغبةٍ قوية فى التغَلُّب على العقبات،وإلى الحِكمة فى التعامُل مع الآخرين والسيطرة على انفعالاتك،والتغلُّب ومُنافسة الآخرين مُنافسة نبيلة بل والتفوق عليهم.
(5)-دافع شخصى: أودُّ لأن أسألك أو تسأل نفسك بعض الأسئلة لعلها تجيبك بكل صراحة:
-هل أنت راضٍ عن نفسك؟ بل هل أنت راضٍ عن ربك؟هل تقدم على الطاعة بحب ورضى وسعادة ؟
-هل تقيم صلاتك أم تؤديها؟هل تقدم على الصلاة ولسان حالك:أرحنا بها أم أرحنا منها؟
-هل تزِن أمورك بحكمة أم لديك لا مبالاة؟
-هل تدرك عواقب كل فعل تفعله،فبل أم بعد الفعل؟
-إذا كثُرَت واجباتك عن أوقاتك..........ماذا تفعل؟
-هل تشعر بأنك رزين العقل أم طائش العقل؟..ما هى سمات شخصيتك؟
-هل تستطيع أن تتكيف مع نفسك،،تزِن كل شىء بمقاديرها وتدرك حقيقة ما تفعله وآثار أو عاقبة ما تُقدم عليه؟
لدىّ أسئلة كثيرة أرنوا بها لكى تعرف حقيقة نفسك ومواطن الضعف فيها فتقويها وتحفزها بالدوافع المختلفة، ومواطن القوة فيها فتروضها وتضبطها وتوجهها فيما يُرضى الله(عز وجل).
*وحتى تعرف حقيقة نفسك لابد أن تضعها فى مكانتها الحقيقية،فكما تقدم أنك لم تصبح رجلاً-ذى عيال-وهى لم تصبح امرأة، وإن كنتَ ترى فى نفسك غير ذلك،كما أنك لستَ طفلاً_بريئاً-وإن كنتَ ترى غير ذلك أو كانت بعض تصرفاتك طفولية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhallalislamy.ahladalil.com
 
حديث إلى الشباب..نحو الحل الإسلامى (1)(محمد الدسوقى عبد العليم)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حديث إلى الشباب..نحو الحل الإسلامى (2)(محمد الدسوقى عبد العليم)
» حديث بلا حرج إلى الشباب والفتيات..العادة السرية (1)(محمد الدسوقى عبد العليم)
» حديث بلا حرج إلى الشباب والفتيات..العادة السرية (2)(محمد الدسوقى عبد العليم)
» حديث بلا حرج إلى الشباب والفتيات..العادة السرية (3)(محمد الدسوقى عبد العليم)
» ويبقى الإسلام هو الحل .. محمد الدسوقى عبد العليم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم :: المدونــــات :: طلابنـــــا-
انتقل الى: