الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخى الزائر الكريم، مرحباً بك..يشرفنا زيارتك لمنتدى الحل الإسلامى .. منتدى إسلامى دعوى ثقافى رياضى اجتماعى ، يسرنا ردودكم وتعليقاتكم واقتراحاتكم . كما يسرنا تسجيلك معنا.. فمرحباً بك زائراً ومعقباً وناقداً ..
الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخى الزائر الكريم، مرحباً بك..يشرفنا زيارتك لمنتدى الحل الإسلامى .. منتدى إسلامى دعوى ثقافى رياضى اجتماعى ، يسرنا ردودكم وتعليقاتكم واقتراحاتكم . كما يسرنا تسجيلك معنا.. فمرحباً بك زائراً ومعقباً وناقداً ..
الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم

الاخوان المسلمون: دعوة سلفية،وطريقة سنية،وحقيقة صوفية،وهيئة سياسية،وجماعة رياضية،وشركة اقتصادية،وهيئة اجتماعية.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإعلام والرأي العام - محمد الدسوقى عبد العليم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 23/04/2011

الإعلام والرأي العام - محمد الدسوقى عبد العليم Empty
مُساهمةموضوع: الإعلام والرأي العام - محمد الدسوقى عبد العليم   الإعلام والرأي العام - محمد الدسوقى عبد العليم I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 4:57 pm


الرأي ، والرأي العام والاتجاه العام :
قبل أن نتعرف على المفاهيم الواردة – أو كما يسميها أصحابها – تعريفات الرأي العام ، لا بد من التفريق بين الرأي بصفة عامة ، والرأي العام .
ينقسم الرأي بصفة عامة إلى رأي شخصي ورأي خاص ، وهذا وذاك يختلفان عن "الرأي العام "
-فالرأي الشخصي ، وهو الذي يكونه الفرد لنفسه في موضوع معين بعد تفكير في هذا الموضوع ، ويجاهر به دون أن يخشى شيئاً
-أما الرأي الخاص :فهو هذا الجزء من الرأي الشخصي الذي يجاهر به الشخص أمام الناس ، ولكنه يحتفظ به لنفسه خشية أن يعرض نفسه للخطر أو خشية فقدان صديق أو منصب ، وقد يبوح به الشخص لبعض المقربين إليه الذين يكتمون سره .
أما الرأي العام فإنه يمثل تياراً يسري عبر الجماهير ، يعكس آفاق تطورها ويعكس رضاها أو سخطها ويظهر ذلك غالباً في صورة مجموعة من الضغوط والأحكام التي تصدرها هذه الجماهير تجاه عمل من الأعمال أو حادثة من الأحداث ، فهو يمثل قوة جارفة ، من الصعب التصدي لها ، أو التأثير عليها ، إلا بعد معرفة اتجاه هذا الرأي ، والوقوف على المؤثرات المباشرة وغير المباشر في تنشيطه وتحركه ، وكذا الوقوف على عوامل تكوينه ، ومعرفة طبيعته ، ذلك أنه يعبر عن اجتماع كلمة الجماهير.
ويصف العالم "برايس" الرأي العام في كتابه الديمقراطية العصرية ، الرأي العام " بأنه تعبير يستخدم عموماً للتعبير عن مجموع الآراء التي يعتنقها الناس عن الشؤون التي تؤثر في المجتمع ، أو فهمه ، إنه مجموعة من كل نوع من المعلومات المتناقضة والمعتقدات والأوهام والأفكار المثيرة والتطلعات . إنه حائر مفكك يعوزه التبلور ، من يوم إلى يوم ، ومن أسبوع إلى أسبوع " .
- أما الاتجاه العام :هو ما يكون نتيجة لاتفاق الجماهير على شيء معين ، يرون فيه صيانة لتقاليدهم أو دفاعاً عن دينهم ، أو محافظة على تراثهم ونحو ذلك .
مفهوم الرأي العام .
- الرأي العام : هو مجموعة من المواقف أو المعتقدات الفردية التي يمتلكها البالغون.
- وقد عرف العلماء الرأي العام بأنه: "هو اتجاهات ومواقف الناس إزاء موضوع معين، حين يكون هؤلاء الناس أعضاء في نفس الجماعة المعينة.
- وعرف د.مختار التهامي ، في كتابه "الرأي العام والحرب النفسية" ، الرأي العام فيه بأنه : " الرأي السائد بين أغلبية الشعوب الواعية في فترة معينة بالنسبة لقضية أو أكثر يحتدم فيها الجدل والنقاش ، وتمس مصالح هذه الأغلبية أو قيمتها مساً مباشراً " .

تقسيم الرأي العام :
أ‌. التقسيم حسب عمق التأثير والتأثر:
1.الرأي العام القائد أو المسيطر، وهو رأي صفوة الشعب من العلماء والمثقفين والساسة والمفكرين والقادة الاجتماعيين والأكاديميين...الخ، وهذه الفئات من الناس هي أكثر الفئات تأثيراً على غيرها من فئات الشعب.
2.الرأي العام للمثقف القارئ، والمثقفون القارئون يمثلون أوسط الناس ثقافة، ويختلف حجم هذا الرأي بحسب درجة التعليم في المجتمع، فالمجتمعات الأكثر تعلماً تكون أكثر عرضة للتأثر بهذا الرأي.
3.الرأي العام المنقاد، ويمثل هذا الرأي السواد الأعظم من الشعب باستثناء الفئتين السابقتين.

ب‌. التقسيم حسب الزمن :
1.الرأي العام الدائم: وهو الرأي العام الذي تحمله فئة كبيرة من الناس، ومكونات هذا الرأي العام هي الدين والأخلاق والعادات والتقاليد، ومن الصعب تغيير هذا الرأي العام ومن الخطورة مهاجمته.
2.الرأي العام المؤقت: وهو الرأي العام الذي يرتبط بتحقيق هدف معين في وقت معين، ومن ثم يزول بتحقيق الهدف أو الفشل في تحقيقه، كالرأي العام المطالب بخفض رسوم التعليم في وقت محدد على سبيل المثال.
3.الرأي العام المتقلب: وهو الرأي العام الذي يتكون نتيجة للأحداث اليومية الجارية، ومن صفاته التغيير الدائم، ويرتبط هذا النوع من الرأي العام بالأحداث السياسية والاقتصادية وغيرها من الأحداث التي تتسم بالتغير اليومي.

ت‌. التقسيم حسب الجغرافيا :
1.الرأي العام المحلي: وهو الرأي السائد في قرية أو مدينة أو محافظة... وهكذا.
2.الرأي العام الإقليمي: وهو الرأي العام السائد في أوساط مجموعة من الشعوب المتجاورة جغرافياً، كالرأي العام العربي مثلاً، أو الرأي العام الأوروبي.
3. الرأي العام الوطني أو القومي: وهو الرأي العام السائد في دولة ما، ومن خصائصه التجانس وإمكانية التنبؤ به ومعالجته للمشكلات القومية، كالرأي العام الفلسطيني تجاه مقاومة الاحتلال الصهيوني مثلاً.
4. الرأي العام العالمي: ويُقصد به رأي الشعوب في العالم حول قضية ما وليس رأي الحكومات، التي غالباً ما تتلاعب بالرأي العام وتخضعه لرؤيتها ومصالحها وأهدافها.

ث‌. التقسيم الكمي للرأي العام :
1.رأي الأغلبية: وهو الرأي العام الذي يحمله أكثر من نصف الناس في بلد أو دولة ما، بمعنى آخر، هو الرأي الذي تزيد نسبة المؤيدين له عن 50%.
2.رأي الأقلية: وهو الرأي الذي تقل نسبة المؤيدين له عن 50%. .
3.الرأي الائتلافي: وهو رأي مجموعة من الأقليات المختلفة في اتجاهاتها، فتتجمع هذه الأقليات لتحقيق ائتلاف معين يجمع بينها، ومن الملاحظ في هذه الحالة أن تجمع هذه المجموعات من الأقليات المختلفة لا يأتي نتيجة لمناقشات ومداولات تدور بينها، ولذلك فهو ائتلاف مصلحة مشتركة في الغالب.
4.الرأي الساحق، وهو الرأي الناتج عن حالة من التوافق الذي تصل إليه الجماعة، وهو يفوق رأي الأغلبية ويكاد يصل إلى درجة الإجماع.

ج‌. التقسيم حسب التواجد :
1.الرأي العام الموجود بالفعل: وهو الرأي العام القائم بين الجماعات وتظهر آثاره في كل حدث يتطلب ظهوره خاصة في أثناء المناقشات والتعليقات على الأحداث.
2.الرأي العام المتوقع وجوده: وهو الرأي العام غير الموجود ولكن يُتوقع وجوده عند وقوع بعض الأحداث أو حدوث بعض الأمور الطارئة، وهو الرأي العام الذي تعمل مراكز الأبحاث على استكشافه والتنبؤ به، كالرأي العام العربي والإسلامية عند اعتداء الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة مثلاً.

ح‌. التقسيم حسب درجة الظهور:
1.الرأي العام الظاهر: وهو الرأي العام الذي يعبر الناس عنه بكل صراحة ووضوح وحرية كلما تطلب الأمر ذلك، وهذا النوع من الرأي العام يوجد في الدول الديمقراطية، مثلاً كالتعبير عن وجهة نظر الناس إزاء أداء رئيس دولتهم.
2.الرأي العام الكامن: وهو الرأي العام الموجود ولكنه غير مُعبر عنه بسبب الخوف، ويوجد هذا الرأي العام بين الشعوب التي تحكمها أنظمة دكتاتورية.
ويمكن للرأي العام الكامن أن يتحول إلى رأي عام ظاهر في الحالات التالية:
-ارتفاع شدة الاتجاهات لدى الجماعات نحو قضية ما، بحيث لا تستطيع تلك الجماعات كتمان اتجاهاتها، وهنا يظهر الرأي العام وينطلق استجابة لحاجات تلك الجماعات.
-رفع الموانع الاجتماعية والقانونية التي كانت تحول دون التعبير عن الرأي العام.
خصائص الرأي :
إن أهم ما يميز الرأي هو مجموعة من الخصائص التي من شأنها أن تحكم جوهره:

1.إن الرأي عمل من أعمال الإرادة وعلى هذا الأساس فإن الموقف إزاء الكوارث الطبيعية لا يمكن أن يسمى رأيا.
2.يتميز الرأي بارتباطه بالوعي..إن الرأي يوجد عندما تطرح أمام الشخص أو أمام أعضاء الجماعة قضايا فتتجاوز بتأثيرها نطاق العواطف لتدخل نطاق الوعي وهذا التجاوز هو الذي يتيح فرصة ضمان ثبات الرأي ووضوحه.
(فالرأي أكثر من مجرد انطباع وبنفس الوقت لا يصل إلى مرحلة اليقين أو الحقيقة الشاملة).

خصائص الرأي العام :
1.الثبات، خاصة في مجال الأخلاق والعقائد والتقاليد.
2.التقلب، خاصة فيما يتعلق بالأحداث والمواقف اليومية.
3. التبرير، وذلك عندما يصطدم الرأي العام السائد بواقع لا يمكنه تجاوزه أو تغييره.
4. الإبدال والتعويض، فأحياناً يلجأ الناس إلى تبرير سلبيتهم وتراجعهم عن رأيهم أو إبدال اتجاهاتهم بغيرها.
5.الإسقاط، وهي إلصاق الأفعال التي تقوم بها مجموعة والآراء السلبية التي يتسمون بها بغيرهم من المجموعات أو الفئات.

شروط تأثير وسائل الإعلام

رغم الحديث المتكرر عن أثر وسائل الإعلام على الإفراد والمجتمعات, لكن الحق أن الأمر ليس على إطلاقه فالتأثير يرتبط بعدد من العوامل الخارجية والداخلية, فالإنسان – عموماً – ليس كائناً سلبياً يلتقط كل ما يصل إليه ويتشرب كل ما يلقي عليه.
ويمكن إيجاز العوامل التي تتحكم بتأثير وسائل الإعلام كالتالي:
1-المرسل (للرسالة الإعلامية): ويعبر عن أثرها من خلال العوامل التالية:
‌أ- خبرة ومقدرة المرسل للمادة الإعلامية:
بمعني أنه كلما كان صاحب الرسالة متخصصاً أو خبيراً بالقضية التي يعرضها أو الموضوع الذي يتحدث عنه كلما كان أثر الرسالة أكبر.
‌ب- صدق المرسل:
قد يكون صاحب الرسالة خبيراً لكنه معروف بالكذب أو المبالغة أو إن مصدر معلوماته ضعيف, وبالتالي كلما تميز المصدر بالصدق كلما كانت رسالته أحرى بالقبول، وهذا ينطبق – بشكل عام – على الإذاعة البريطانية (العربية) حيث القبول الواسع لأخبارها وتقاريرها.
‌ج- تفرد واحتكار صاحب الرسالة الإعلامية:
حينما تغيب الحرية الإعلامية تتفرد جهات معينة بوسائل الإعلام وتتملك حق توجيه الرسالة الإعلامية التي تراها فأن الأمر يكون مستفحلاً.
فمثلاً توجيه رسالة إعلامية ضمن مقالات في الصحف عن التقاليد المكبلة للمرأة ، وأخبار عن تطور النساء في بعض البلدان,وتمثيلية في التلفاز تتهكم بالتقاليد(الإسلامية)،وحوار في الإذاعة مع امرأة متحررة ..وهكذا فتتحقق الرسالة الإعلامية المقصودة وبقوة على أفراد المجتمع.
2-الرسالة الإعلامية (نفسها) (مضمون الرسالة):
‌أ- طريقة عرض الرسالة: (الجانب الفني(:
بالنسبة للإعلام المرئي فإن المؤثرات المرئية والسمعية والخدع السينمائية وفنون الكمبيوتر جعلت المشاهد (يسحر) بما يراه ويستسلم له وينقاد, فما بالك إذا تدخل في الأسلوب خبراء علم النفس وعلماء الاجتماع وخلطوا الخيال بالحقيقة فأصبح الرائي مذهولاً بما يراه, لا يكاد يرفض شياً مما يقدم له من شدة الإتقان والحبكة.
‌ب- طريقة صياغة الرسالة الإعلامية:
إضافة للمؤثرات السمعية والبصرية فإن أسلوب صياغة المادة المقدمة سواء في صيغة تقرير إخباري (لمجازر اليهود) وفيلم سينمائي (لإذلال اليهود) وقص حب لفتاة يهودية تتعرض للإيذاء والاغتصاب من النازيين وتمثيلية فكاهية مليئة بالمواقف المضحكة (لاستغلال الأوربيين لليهود وإذلالهم لهم مثلاً)، لخرج المشاهد بانطباع قوي ويجعله مؤمناً بالرسالة الإعلامية المصاغة في قالب فني راق يخاطب العقل والعاطفة(يتعاطف مع اليهود وقضاياهم).
وليس بالضرورة أن تكون الصياغة صريحة, بل أن الأغلب والأعم الصياغة الإيحائية بطريقة غير مباشرة تقنع المستقبل ولا تتصادم بمقرراته السابقة لديه.
‌ج- تكرار عرض الرسالة الإعلامية:
تكرار عرض رسالة معينة في وسائل الإعلام تثير عنصر الانتباه لديه ثم تتحول – مع التكرار – إلى معلومة يتفاعل معها لاحقاً سلباً أو إيجاباً.
والتكرار يكون – في الأغلب الأعم – بطرق مختلفة وبمضامين متغايرة أحياناً بوسائل مختلفة كلها تؤدي نفس الغرض لذلك فقد أثبتت الدراسات أن تعرض الأطفال مثلاً لسيل من قصص الجريمة والعنف يؤصل السلوك العدواني لديهم وقد يحوله فيما بعد إلى واقع تطبيقي.
من خلال هذا التكرار نجحت وسائل الإعلام (الغربية) وحتى العربية في زعزعة الكثير من قيم المجتمعات العربية خصوصاً في قضايا الأسرة, أثمرت قيماً جديدة مبناها الواقع الغربي وقيمه ومعتقداته, فتعدد الزوجات سلوك مرفوض وشهوانية مرفوضة, والطلاق قضية إفساد للأسرة, والحب - قبل الزواج - أمر طبيعي بل حتمي لينتج زواجاً ناجحاً وهكذا تم الأمر من خلال المسلسلات (المصرية) والأفلام التي تدندن على هذا الوتر بطرق متعددة وأساليب متغيرة لتؤكد هذه المفاهيم وترسخها في مجتمعاتنا العربية.
‌د- ارتباط مضمون الرسالة بقضايا عامة للجماهير:
عندما يكون لدى أحد المجتمعات قضايا عامة هي حديث الناس فإن لاهتمام الرسالة الإعلامية بها ومتابعتها تفصيلاً يلقى اهتماماً كبيراً من الناس, وهذا يتأكد عند النوازل والحوادث الكبيرة (أزمة الخليج مثلاً) فلو ركزت وسائل الإعلام على قضايا أخرى أقل أهمية أو بعيدة عن اهتمام الناس ولو كانت هامة بذاتها في وقت السلم – مثل قضية فلسطين – فإنها لن تجد تجاوباً من الجماهير وسينصرفون عنها.
3-المستقبل للرسالة وبيئته:
‌أ- نوع الجمهور (المستقبل للرسالة الإعلامية):
لاشك أن مستوى تأثير الرسالة الإعلامية يتفاوت بين الناس بحسب طبيعتهم, والملاحظ أن الأطفال أكثر فئة من الناس تأثراً بوسائل الإعلام يليهم المراهقون فالنساء (عموماً) ثم الرجال.
ولذلك لا بد من الانتباه لنوع الجمهور عند تقديم موضوعات عن البيئة والنظافة لمجتمع فقير لا يجد ما يكفيه من الطعام أو أن تقدم مواد إعلانية مناسبة للنساء فقط في ذروة استقبال الرجال للرسالة الإعلامية.
‌ب- مستوى الفرد الاجتماعي:
موقع الفرد في المجتمع (الغني أو الفقير, التعليم والأمية, المسئول والموظف, التاجر والعامل ...) كلها تؤثر في مدى تقبل الفرد للمادة الإعلامية .. فالفقير مثلاً لا يأبه للحديث عن الاقتصاد العالمي أو العلاقات الدولية ،والتاجر لا يأبه للرسالة الإعلامية عن أسعار السلع وتقلبها, والغنى يعجبه المسلسل التلفزيوني عن الأسرة الثرية.
فالفرد يتقصى ويحاكي بشكل واقعي أدوار يراها من نفسه ومن مركزه الاجتماعي وموقعة السياسي حيث تكون وسائل الإعلام – بالنسبة له – مؤسسات اجتماعية تحدد له الدور الذي ينبغي أن يقوم به.
وغالباً ما يكون التأثير لوسائل الإعلام على الأفراد - في هذا الجانب - في القيم ونظم الحياة التي يعيشوها حيث تقدم لهم نظماً أخرى مغايرة لكنها محببة وجميلة وبأسلوب غير مباشر يدعو لتمثلها في مجتمعاتهم.
‌ج- مستوى الفرد الثقافي وخلفيته الاجتماعية:
إن تقبل الفرد للرسالة وفهمه لها لا يقتصر فقط على مستواه الاجتماعي بل يتجاوز ذلك إلى ثقافته التي نشأ عليها والتربية التي تلقاها في صغره والتوجيه الاجتماعي له من بيئته مما يتسبب في وجود قاعدة لدى الفرد تسمح له بقبول الرسالة الإعلامية أو رفضها.
مثلاً شاب نشأ في بيت متحرر, في مجتمع محافظ سافر إلى الخارج كثيراً واختلط بأناس مختلفي التوجهات, هذا الشاب بهذه الخلفية قد يتقبل الكثير من الرسائل الإعلامية (المنحرفة) المتعلقة بقضية المرأة مثلاً ، فالسفور ليس بمشكلة ومخالطة النساء الرجال طبيعي، فمرجعيته في هذه الأمور ثقافته الخاصة والبيئة التي نشأ بها.
أيضاً شخصية الإنسان الخاصة تساهم في قبول أو رفض الرسالة الإعلامية فمثلاً رجل هادئ مسالم قد يرفض مشاهد العنف والمطاردات ويراها خطرا على أبنائه.
كذلك للأهواء الشخصية وقناعات الفرد دور في هذا الأمر ليس له علاقة بخلفيته الثقافية ولا بشخصيته الذاتية, فقد يقبل شخص إعلانات السجائر رغم علمه بأضرارها نظراً لأنه يدخن بذاته.
‌د- معتقدات الجمهور:
يتقبل الناس عادة الرسائل الإعلامية الموجهة لهم والقريبة من معتقداتهم ومنسجمة مع ما يؤمنون به, ويضعف تأثير الرسائل الإعلامية البعيدة عن واقع ومعتقدات الناس, وتكون – عادة – مرفوضة إذا كانت تصادم بشكل مباشر مع ما هم عليه.
لذلك يلجأ القائمون على الإعلام إلى أسلوب التدرج في إنهاك المعتقدات والأصول لدى مجتمع معين.
فيبدأ الأمر بمهاجمة المعتقدات رويدا رويدا من المعتقدات الأهم فتهدمها حتى تصل - في النهاية - إلى أصول وقواعد المجتمع فتدمرها, كما يصنع السوس في النخلة فعامل التدرج وعامل الزمن كفيل بقلب القيم وإحلال قيم ومعتقدات محلها خصوصاً أن الأمر يقدم بمضامين جذابة وبوسائل محببة ومن خلال مضمون راق فنياً, وهذا الأسلوب يتفق تماماً مع نظرية الأولويات.
‌هـ- واقع المجتمع:
يؤثر واقع المجتمع سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً لجدوى قبول الرسالة الإعلامية الموجهة له, فالرسالة الإعلامية عن الحرية السياسية وحرية التعبير و(الديمقراطية) يكون لها قبول واسع في المجتمعات التي تعاني استبداداً سياسياً, فمستوى قبول الرسالة لمجتمع ما يرتبط بشكل كبير بمدي الحرمان الذي يعانيه المجتمع من هذه القضية خصوصاً إذا اقترن ذلك بتقديم نماذج (من مجتمعات أخري) لا تعاني هذا الحرمان بل تحصل على هذا الأمر وبشكل ممتع ومقبول.
‌و- وجود أصحاب الرأي ودورهم في المجتمع:
تؤثر وسائل الإعلام (بناء على نظرية التأثير على مرحلتين) في الناس بشكل واسع عندما يساهم هؤلاء الأفراد المبرزون والمقبولون في مجتمعهم في قضايا مجتمعهم ويدلون فيها بأقوالهم ويساهمون – أحياناً – بأفعالهم وهذا الأمر فطنت له شركات الإعلان بشكل خاص فاستقدمت المشهورون في المجتمع (الرياضيون أو الفنانون) واستفادت منهم في ترويج سلع تجارية معينة.
كذلك تساهم بعض القنوات الإخبارية (CNN) مثلاً في استضافة أشخاص ذو رأي ومكانة وتجعلهم يعلقون على أحداث معينة أو يعقبون على واقعة ، مما يكون له أكبر الأثر في قبول الجماهير لهذا الرأي (هذا ما حدث من قبول الناس لقدوم القوات الأمريكية في الخليج لمقارعة صدام ..)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhallalislamy.ahladalil.com
 
الإعلام والرأي العام - محمد الدسوقى عبد العليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث عن الرأى العام - محمد الدسوقى عبد العليم
» الاتصال فى الإعلام الرياضى - محمد الدسوقى عبد العليم
» مدخل الإعلام الرياضى - محمد الدسوقى عبد العليم
» وسائل الإعلام الرياضى 1التلفزيـون- محمد الدسوقى عبد العليم
» مفهوم وأهمية الإعلام الرياضى - محمد الدسوقى عبد العليم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحل الإسلامى .. محمد الدسوقى عبد العليم :: التربية الرياضية :: الإعلام الرياضى-
انتقل الى: