(أولاً):إيجابيات الإعلام الرياضى :
يرى (دينيس ماكويل) (D.Macquial) أن الإعلام الرياضى له خصائص وإيجابيات تميزه عن غيره ، يقول : إن الوظائف التي تقوم بها وسائل الإعلام توجد حاجات ودوافع لم تكن موجودة من قبل، تدفع الجمهور إلى وسائل الإعلام فيسعى إلى إشباع تلك الحاجات من خلال التعرض لوسائل الإعلام، وهذه الوظائف هي:
أ- وظيفة الإعلام: وهي رغبة الفرد في معرفة ما يدور حوله من أحداث في المجتمع والعالم.
ب- وظيفة تحديد الهوية: وتتمثل في حاجة الفرد إلى دعم القيم الشخصية، والتوحد مع الآخرين في قيمهم.
ت- وظيفة التفاعل الاجتماعي: وتتركز هذه الوظيفة في حاجة الفرد إلى الانتماء، والحوار، والتواصل مع الآخرين.
ث- وظيفة الترفيه: وهي رغبة الفرد في الهروب من المشكلات، والخلود إلى الراحة،وملء الفراغ .
وعلى هذا يمكن فهم العلاقة التفاعلية بين وسائل الإعلام والجمهور حيث لا يعملان منفصلين، ولا غنى لأحدهما عن الآخر، فكيف يمكن النظر إلى مجتمع متقدم دون وسائل إعلام جماهيرية، وماذا لو جاءت هذه الوسائل وعملت بكل طاقتها الإنتاجية في مجتمع فقير لا يجد قوت يومه؟.
لقد أصبحت وسائل الإعلام جزءاً مهماً في حياة المجتمعات المتقدمة. ذلك أن وسائل الإعلام في تلك المجتمعات من الأدوات المهمة في معرفة البيئة الاجتماعية الذي توجد فيه هذه الوسائل وهذا الجمهور. أما أكثر المجتمعات المتخلفة أو النامية، فلا يكاد يجد الفرد العادي قوت يومه، فكيف يمكنه متابعة وسائل الإعلام. إذ يومه مشغول بالبحث عن طعامه أو طعام أولاده. فوسائل الإعلام تعمل في مجتمع جماهيري يهتم بها، ويتعامل معها، ولا يمكن أن تعمل في مجتمع لا يستخدم وسائل الإعلام.
الجمهور له حاجات، وأهداف أولية يريد تحقيقها مثل الطعام والشراب والكساء، ثم يهتم بالحاجات الثانوية كأخبار العالم والمجتمع المحيط به.
ولقد أصبحت وسائل الإعلام مصدراً مهماً من مصادر المعلومات، وموجّهاً قوياً لسلوك كثير من أفراد الجمهور، وأصبح وجودها في كل مكان أمرا ًشائعاً، إلا للقليل من الأفراد.
ومع تقدم المجتمعات وتحضرها، يزداد تعقدها واندماج وسائل الإعلام فيها، حتى أصبحت وسائل الإعلام جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، خاصة في أوقات الأزمات والأحداث، وأصبحت معلومات وسائل الإعلام، وتحليلاتها ذات أهمية كبيرة وقيمة متزايدة في المجتمعات ، وتتناقلها الأفواه.بل وصل الأمر إلى أن وسائل الإعلام تنقل الحدث وقت وقوعه على الهواء مباشرة . لذا فإن قوة وسائل الإعلام تكمن في السيطرة على مصادر معلومات معينة، وتلزم الأفراد ببلوغ أهدافهم الشخصية، وكلما زاد المجتمع تعقدا،زاد اتساع مجال الأهداف الشخصية التي تتطلب الوصول إلى مصادر معلومات وسائل الإعلام .
وتعد وسائل الإعلام من المكونات الأساسية التي لا غنى عنها، ولا يستطيع المجتمع المعاصر الاستمرار بدونها، فقد غدت هذه الوسائل الإعلامية في الوقت الحاضر جزءاً مركزياً من مؤسسات المجتمع، فبوساطتها يعرف الجمهور السلع الجديدة وأماكن وجودها ، وكذلك في المجال التربوي، وبناء الأسرة إذا استخدمت الاستخدام الأمثل.
وفي عالم اليوم تتزايد احتياجات المجتمعات إلى المعلومات والأخبار، ويزداد استهلاك الأخبار على مستوى العالم، وهذا يدل على رغبة المجتمع في التنمية، والصعود إلى ركب الحضارة، حيث إن المشاركة العالمية،والتفاعل يعين المجتمع على تطوير نفسه .
ولم يقتصر الأمر على الحاجة إلى معلومات وسائل الإعلام فقط، فقد أصبحت وسائل الإعلام لدى بعض الأفراد بديلا عن التفاعل الاجتماعي، فيرى في الوسيلة الإعلامية صديقاً أنيساً خاصة للأفراد الذين يفتقدون التفاعل الاجتماعي، وهو ما يسمى بـ (التوحد مع الوسيلة)، ويجعلها بديلاً للتفاعل الاجتماعي، وبعضهم الآخر يجعل من وسائل الإعلام متنفساً ومهرباً من الضغوط النفسية، والتوترات، والتخلص من المشكلات الاجتماعية .
إن إسهام وسائل الإعلام في تلبية احتياجات أفراد المجتمع يجعلها تقدم بذلك خدمة عامة للمجتمع. هذا إذا قامت وسائل الإعلام بالوظائف الاجتماعية المناطة بها على الوجه المطلوب.
لقد حقق ظهور وسائل الإعلام على الساحة أمرين مهمين هما:
أ- شغل وقت الجمهور، والاستئثار باهتماماتهم، وصرف أنظارهم عن الأنشطة الأخرى.
ب- قيام وسائل الإعلام بمهمة إيصال كم كبير من المعلومات إلى عدد غير محدود من الجمهور في وقت قصير.(12)
(ثانياً):سلبيات الإعلام الرياضى :-
جاء فى محاضرة للدكتور عبد الرحمن حمود العناد ، رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة الملك سعود بعنوان:الإعلام الرياضي والتربية الوطنية، ما مختصــره :
"الإعلام له دور تربوي مهم وله آثار ايجابية عديدة ويمكن أن يكون احد المصادر التربية التي تعزز ما يتلقاه الفرد من تربية في منزله..وفي ميدان تعليمه او في مضمار ممارسته لنشاطه يعزز ما يتلقاه الفرد خلال تنشئته ولكن..ولكن..عندما ينحرف عن دوره البنائي يفسد ما قد عمل من اجل الكثير والكثير في البيت وفي ميدان تعليمه وناديه الذي يزاول منه نشاطه.. ومن التأثيرات السلبية المحتملة للإعلام الرياضي عندما ينحرف عن مساره الطبيعي الآثار التالية:
1. زعزعة بعض القيم الاجتماعية.
2. تعزيز التفاوت الاجتماعي والإقليمي.
3. غرس روح الكراهية والعدوانية والتفكك بين فئات الجماهير واللاعبين بل وكل منسوبي المجال الرياضي بمن فيهم المجال الإعلامي.
4. المساعدة في فقدان الثقة باللوائح والأنظمة والمؤسسات الأهلية والرسمية.
.. علينا أن نعمل جميعا - يدا واحدة وقلبا واحداً- معا على توظيفه ليكون مصدرا قادرا وغنيا من مصادر التربية المحمودة والنهوض بالإعلام الرياضي مصدرا ووسيلة ورسالة لتعزيز دوره التربوي يتطلب الأخذ بالاعتبار النقاط التالية:
أن يقدر العاملون في مجال الإعلام الرياضي أهمية وخطورة رسالتهم والمهمة التي يقومون بها ، فالثقافة والوعي والعقل هي من أهم أساسيات العامل فى هذا المجال.
ألا يبالغ العاملون في الإعلام الرياضي في اهتمامهم برياضات أو فرق أو مناطق محدودة دون أخرى،وعليهم أن يسعوا إلى تحقيق توازن موضوعي يستجيب للرغبات والاهتمامات والميول الرياضية المتباينة للجماهير وذلك لنشر وعي رياضي ايجابي في المجتمع.
وعلى الإعلام الرياضي أن يهتم بالإخبار والرسائل الإعلامية التي تعزز القيم الاجتماعية والأخلاق الرياضية وإغفال وإهمال الإخبار والرسائل الإعلامية التي تنهك القيم الدينية والاجتماعية والعائلية والوطنية.
يعمل الإعلام الرياضي على عدم تعزيز التفاوت الاجتماعي والإقليمي وذلك عن طريق الإهمال التام لأي شكل من إشكال الاختلافات العرقية والاجتماعية والإقليمية.
الحرص المتناهي على إيجاد ثقافة رياضية عقلانية تتميز بالإجماع الوطني وعليه المحافظة عليها وتغذيتها وتعزيزها باستمرار وعلى الإعلام الرياضي العمل باستمرار لتأكيد وحدة الثقافة الوطنية الرياضية وتعزيزها والمحافظة عليها.
أن يركز الإعلام الرياضي على دور المنتخبات والفرق بالأندية والمؤسسات التعليمية أو الهيئات الحكومية والأهلية بدلا من التركيز على الأفراد في الوسط الرياضي وعليه ألا يركز كثيرا على الأحداث العابرة على حساب التغيرات والتطورات التي يشهدها المجال الرياضي بشكل عام والإنجازات التي حققتها منتخبات الوطن وأنديته.
عدم استغلال الإعلام الرياضي أداة للصراع الاجتماعي وعدم التركيز على الفردية والانعزالية الاجتماعية والتأكيد على المصالح المشتركة للأفراد والأندية والهيئات في الوسط الرياضي بشكل خاص والمصلحة العامة للمجتمع بشكل عام.
على الإعلام الرياضي ألا يتيح الفرصة لاستخدامه قناة للاتصال الأفقي بين العاملين في المجال الرياضي سواء إن كان ذلك بشكل مباشر كأن يستخدم للانتقادات والمهاترات التي لا تخدم المتلقي ولا المجتمع،أو كانت الأفقية غير مباشرة فتتحول الوسائل إلى أداة دعائية تفقدها المصداقية وبالتالي ثقة المتلقي.
الإعلام الرياضي مطالب بالموضوعية والتوازن في حجم التغطية واتجاهها وعليه ألا يكون أداة للإساءة للأشخاص أفرادا أو فرقا أو مجموعات جماهيرية،بالطرق المباشرة وغير المباشرة ذلك أن عدم الموضوعية والتجريح لا تخدم الصالح العام للمجتمع وتعمل على التفكيك وزرع التعصب وتغذيته في نفوس الجماهير.
التركيز على مصالح المتلقين وليس على مصالح القائمين بالاتصال". (16)
** كما لابد لنا أن نشير إلى (سمات) سلبية للإعلام الرياضي التي نعتقد أنها تساعد في تحديد ماهيته وهي كما يلي:
1) تمحور الإعلام الرياضي حول الأشخاص بدلا من المؤسسات والأحداث والقضايا الرياضية ، والإعلام الرياضي عندما يتمركز حول الأشخاص يغفل الوظيفة الأساسية له وتزيد فرص تأثيره الآني الوقتي على حساب التأثير الايجابي طويل المدى.
2) تحول وسائل الإعلام الرياضي إلى وسائل اتصال أفقي: ونعني بالاتصال الأفقي هنا تبادل الرسائل الاتصالية التي تبدو شخصية فى وسائل الإعلام الجماهيرية وهي رسائل نلحظها على شكل انتقادات واتهامات أو عبارات شكر وتقدير وإعجاب فيما بين العاملين في المجال الرياضي والمصدر لهذا النوع من الرسائل يمكن يكون إعلاميا يخاطب إعلاميا آخر أو مسئولا أو لاعبا ويمكن أن يكون الإعلامي مجرد وسيط لتخاطب ثنائي بين العاملين في الوسط الرياضي من مسئولي الأندية واللاعبين والمدربين والحكام ومسئولي الجهات الرسمية أو الهيئات وغيرهم والمفترض أن وسائل الاتصال الجماهيرية وسائل اتصال رأسى بين المؤسسة الإعلامية والجماهير وهو اتصال بالاتجاهين يهدف إلى خدمة المتلقي والمصلحة العامة ولا يهتم بالأهداف الخاصة التي قد تنحرف به عن مساره الطبيعي .
3) التحيز: وهي سمة بقدر ما تثير من جدل لنفيها أو إثباتها والتحيز يظهر في الإعلام الرياضي مباشرا أحيانا وغير مباشر في بعض الأحيان ومن أعراضه تضخيم الحقائق أو التقليل من شأنها وتشويه الحقائق أو إغفالها أو تفسيرها تفسيرا غير موضوعي.وليس في هذا دعوة للتجرد من الميول ولكنها دعوة لإبراز الميول بموضوعية دون المساس بالحقائق ودون الإساءة للآخرين مسئولين وكتابا ولاعبين وعاملين في المجال الرياضي وقبل ذلك وبعده دون الإساءة لقطاعات جماهيرية مهما كانت محدودة،كما أنها دعوة للوسائل الإعلامية لتحقيق عدالة إعلامية،وذلك بإتاحة فرص متكافئة للوسائل الاتصالية ذوات الميول المتباينة.(16)
وسائل الإعلام ... سلاح ذو حدين:
مما سبق يتضح لنا أن وسائل الإعلام عموماً سلاح ذو حدين :
• فهي قوة ايجابية داخل المجتمع.
• تعمل على تماسكه وتدعيم بنائه.
• تعبر عن قضاياه وتكشف عن ألوان الفساد والمحاباة والانحراف.
• تساهم في دفع عجلة التنمية فيه.
• وهي قوة سلبية اذا لم يحسن استخدامها.
• قد تعمل على تخريب المجتمع، وتفتيته، وتحطيم معنوياته، وتشويه
شخصيته الوطنية بغرس قيم غريبة فاسدة.
• تقديم صور من النماذج الغريبة للاحتذاء.
لذا من الضروري فهم وظائف وسائل الإعلام واستخداماتها ؟ (8 : 43)
موضوع: إيجابيات وسلبيات الإعلام الرياضى - محمد الدسوقى عبد العليم 
الإثنين 25 أبريل 2011, 4:54 pm